تأملت في أية “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” فوجدتها في سورة الرعد ..
فتساألت عن سر وجودها في هذه السورة ..
أي ما علاقة الرعد بالتغيير ؟؟ ..
إنطلاقا من كلام الله عز وجل في كتابه الكريم كل آية فيه أو كلمة هي موضوعة في مكانها المناسب عن حكمة منه سبحانه ..
أي أن كل كلمة وآية لها علاقة بالتي بعدها وقبلها وبالسورة الواردة فيها .. لحكم وأسرار إعجاز ية بليغة يعلمها الراسخون في العلم والمتأملون لكتاب الله عز وجل ..
ثم جال بخاطري أنه يمكن أن يكون الرعد في قوته وسطوته على النفوس يشبه قوة فعل الإيمان بالفكرة في نفس الإنسان .. حتى يمكنه أن يتغير فعلا ..
أي أن قوة الفكرة يجب أن تكون بقوة الرعد حتى تحدث في نفس الإنسان الفعل التغييري ..
ووجدت أن في القرآن أيضا ما يساعد على هذا الطرح ..
ففي سورة البقرة نجد قول الله عز وجل “جعلوا أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت” فهذه قوة تأثير الرعد في نفس الإنسان
ونجد في سورة نوح عليه السلام قوله تعالى “وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا” أي جعلوا أصابعم في آذانهم حتى لا يحدث في أنفسهم قول النبي فعلا تغييريا. .
ففي كلا الحالتين في الآيتين الكريمتين نجد:
1. جعلوا أصابعهم في آذانهم من الصواعق .. لألا يحدث في أنفسهم ذالك الصوة القوي الذي يهز النفس ويرهبها
2. جعلوا أصابعهم في آذانهم من دعوة النبي نوح لهم .. لألا يتحدث الدعوة في أنفسهم تغييرا .. أي حتى لا تغير فيهم ..
أليس للرعد علاقة وطيدة بالتغيير ..
إن الذي يريد فعلا أن يتغير يجب أن تحدث في نفسه الفكرة المراد تحقيقها قوة كبيرة في نفسه توازي قوة الرعد في نفس الإنسان .
هذه رؤية خاصة أنعم الله بها علي ..
أتمنى من إخواني إفادتي بتعليقاتهم القيمة حول هذه الفكرة وتعميقها إن كانت صوابا ..
ولكم مني كل التقدير .. شاكرا سلفا لكم كل تعليقاتهم التي سآخذها بعين الاعتبار