يؤكد خبراء علم النفس تزايد معدلات حدوث بعض الاضطرابات النفسية التي تأخذ صورا شتى بداية من التوتر العصبي والقلق والاكتئاب وعدم القدرة على التكيف مع المجتمع كل ذلك يؤدي إلى انفصام العلاقة بين الشخص والآخرين ويؤثر ذلك أيضا على الترابط الأسري والعقد الاجتماعي.
فماذا نفعل عندما تهاجمنا الأفكار المزعجة! فهي تأتي فجأة وبدون مقدمات لتلتهم طاقاتنا وتبددها وتصيبنا بحالة من الجنون أحيانا أو بعض الأمراض العضوية كقرحة الاثني عشر والقولون العصبي والأمراض الجلدية كالثعلبة وبعض أنواع الحساسية.
وفي دراسة نشرتها مجلة القلب الأميركية (سيركوليشن) وشملت 940 شخصا إن أكبر المشكلات التي تواجه الأفراد هي انعدام الأمل والتفاؤل لذا فإن أفضل وسيلة لكي تحد من كل هذا التوتر هي التأمل والاسترخاء قد لا يعطيان إحساسا بالأمان النفسي فحسب، بل قد يبعدان خطر انسداد الشرايين وبالتالي خطر الإصابة بنوبات قلبية أو سكتات دماغية.
ويقول الباحثون في كلية ماهاريشي فيدك الطبية في مدينة فيرفيلد بولاية إيوا الأميركية، إن ما يسمى التأمل المتعالي وهو نوع من الاسترخاء الذي يضع جسم المريض وعقله في حالة راحة وهو لا يزال يقظا بحيث يغمض المريض عينيه ويردد كلمة معينة أو صوتا معينا في ذهنه لمساعدته على الاسترخاء قد يساعد في تقليل التوتر وبالتالي تقليل النوبات القلبية بحوالي 11% والسكتات بحوالي 15%.
وقال الدكتور تشارلز دور من جامعة الطب والعلوم في لوس أنجلوس إن هذا الإجراء من اليقظة المريحة يساعد في معالجة حالات تصلب الشرايين التي تؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات أو منع الإصابة بها.
وأكدت الدكتورة أمبارو كاسبيللو إمكانية استخدام تقنيات التأمل والاسترخاء كعلاج مساعد للعقاقير الدوائية حتى أن بإمكان غير المصابين بأمراض القلب والذين يقلقون على صحتهم ممارسة جلسات التأمل مشيرة إلى أنه لم يتضح بعد إذا ما كان لأشكال أخرى من الاسترخاء الأثر نفسه على الشرايين.
وهنا تأتي أهمية التأمل والاسترخاء في تخفيف حدة التوتر الذي قد يسيطر على شخص ما عندئذ لا يستطيع المرء أن يفكر بشكل سليم وحينئذ تصبح ردود أفعاله مبالغا بها أو غير طبيعية. ولهذا يمكن أن تنعكس بشكل سلبي على صحة الجسم الجسدية والنفسية.
وللأسف إن وتيرة الحياة اليومية السريعة جدا وحياة المكاتب والزحام والضجيج وغير ذلك من العوامل التي تجعل من الضغوط النفسية تزداد اطرادا سواء في المنزل أو في الشارع أو في العمل، ولهذا تزداد إصاباته بالأمراض المختلفة التي باتت تعرف بأمراض العصر كأمراض القلب والأوعية الدموية والأورام وغير ذلك من الأمراض التي تهدد حياة الشخص وتؤدي لوفاته المبكرة قبل الأوان.