توصل العلماء الى عدد من المهام التي يواصل جسد الانسان المتوفي القيام بها لفترة محدودة وكأنه لا يزال على قيد الحياة.
لاحظ الانسان ومنذ القدم ان الجسد الميت يصدر أصواتاً كانت تثير الرعب لديه دون ان يجد لها تفسيراً.
لكن العلم الحديث خلص الى ان مصدر هذه الأصوات يعود الى تضاعف الغازات والسوائل في هذا الجسد نتيجة لنشاط البكتيريا الذي يؤدي
الى التعفن. وتجد هذه الغازات مخرجاً لها من خلال فم الانسان الميت في صورة تنهدات أو صفير.
عملياً يعتبر الانسانميتاً بعد توقف الدماغ وليس عضلة القلب. لكن توقف نشاط الدماغ لا يعني توقف كل الخلايا في الجسد في نفس الوقت،
اذ يتفاوت مدى حاجة بعضها عن بعضها الآخر بتدفق الدم، وبناءً عليه تواصل بعضها العمل كخلايا الجلد وقد يستمر الأمر
لأيام بعد الوفاة.
وينطبق الأمر ذاته على التخلص من الفضلات، ويعود ذلك الى ان الدماغ المتوقف عن القيام بمهامه لا يصدر
أوامره بالتحكم وعدم القيام بذلك، ناهيك عن ان العضلات تسترخي بشكل تام.
وكثيراً ما يحدث ذلك مع الأحياء في حالات تناول جرعات كبيرة من الكحول تؤدي الى خلل في عمل الدماغ،
لكن الكحول في هذه الحالة لا تعيق عمل عضلات الجسمالأخرى، فيقوم الثمل لا شعورياً بالتبول.
بالإضافة الى ما تقدم تستمر عملية الهضم بعد وفاة الانسان بسبب نشاط بكتيريا لا تتأثر مباشرة بالوفاة،
وتستمر في عملها في الأمعاء الغليظة.
تؤدي الوفاة وتوقف القلب عن ضخ الدم الى كل أعضاء الجسم الى تجمع الدم في أجزاء محددة تزامناً
مع نشاط خلايا تواصل عملها، وهو السبب ذاته الذي يجعل بعض العضلات تتحرك وتتعرض أحياناً لحالة تشنج.
يُشار الى حالات نادرة من وضع النساء الحوامل أطفالهن بعد مفارقتهن للحياة نتيجة لاسترخاء العضلات
وعدم قدرة الجسد على مواصلة تغذية الجنين. وعلى الرغم من رصد حالات كهذه إلا انها كانت نادرة جداً.
لم يقتصر نجاح العلم على التوصل الى المهام التي يواصل الجسد الميت القيام بها، بل نجح بتفنيد خطأ شائع حول استمرار
نمو الشعر والأظافر، بينما تكمن حقيقة الأمر في تقلص الجلد بسبب جفافه، مما يولد انطباعاً لمن يراقب جسداً ميتاً ان الشعر