إنّ النوم وكما نعرف كلّنا هو أساس للحياة الصحية والأعصاب الهادئة. وبعيداً عن أسباب اضطراب النوم الطبيّة والأدوية و العادات غير الصحية، سنتحدث عن أكثر الأعمال والوظائف التي تجعلنا نتقلّب كثيراً في سريرنا وتسبب لنا الأرق.
1.المحلّل المالي و متداول البورصة
هناك بعض العاملين في مجال التحليل المالي وسوق الأسهم والبنوك وخاصة المتخصّصين بمتابعة الأسواق في بلادٍ بعيدة عن التي يعملون بها وهذا سيضطرهم إلى العمل في مواعيد شاذة بسبب اختلاف التوقيت بين البلدين مما يزعج ساعاتهم البيولوجية ويؤرق نومهم.
ومن ناحية أخرى فإنّ الخبراء الناجحين في هذا المجال يميلون إلى العمل لساعات طويلة حيث تبيّن أنّ 62% من ذوي الدخل العالي في هذا المجال يعملون لأكثر من 50 ساعة أسبوعياً. و 10% يعملون أكثر من 80 ساعة أسبوعياً.
2.الشرطي
العديد من مخافر الشرطة تعتمد على ورديات مناوبة على نحو متعاقب بمعنى أن للشرطي الواحد في الأسبوع نفسه ورديات صباحية وورديات مسائية. وهذا يسبب إرباكاً للشخص إذ لا يمكنه أن يسير على جدول محدد مما يربك بالتالي نومه.
3.الأطباء المعاودون (الأطباء في مرحلة الاختصاص والتدريب)
هذا هو حال طالب الطب والذي تستمرّ معاناة السهر عنده حتى بعد التخرّج.
حيث أنّ المقيمين في المشافي قد يضطرّون للعمل لفترات طويلة جدّاً قد تصل إلى 24 ساعة متواصلة.
والأسوأ من ذلك أن الدراسات قد بيّنت ازدياد نسبة حوادث السير عند هؤلاء الأطباء إلى الضعف بعد قيامهم بمناوبات طويلة!
وكذلك تزداد عندهم نسبة الخطأ في تشخيص المرضى بعد مثل هذه الساعات الطويلة جداً من العمل.
4.الأبوين الجديدين
والآن مع هذا العمل والذي يعدّ أسطورياً من حيث قدرته على إرباك النوم، وذلك عندما يستيقظ الأبوين على صوت بكاء مولودهم الجديد كلّ بضع ساعات. فمن الصعب على الأبوين الحصول على نومٍ مستمرٍّ وعميق. وقد بيّنت إحدى الدراسات أنّ الأم الجديدة تنام حوالي 7 ساعات في الليلة الواحدة إلّا أنّ هذا النوم متقطّع وغير مريح. ولحسن الحظ أنّ هذه المشكلة تُحَل تقريبا عندم يصبح عمر الوليد 16 أسبوعاً.
5.الطيّار
فإن لم يكن كابتن الطائرة موجوداً في هذه القائمة فمن سيفعل؟
فهو أكثر المعانين من اضطراب الساعة البيولوجية في جسمه بعد السفر بين مناطق زمنية يختلف التوقيت بينها وكذلك اضطراره في الكثير من الأحيان إلى العمل لساعاتٍ طويلة تحتاج إلى كامل تركيزه، وهذا بالإضافة لساعات العمل غير المنتظمة.
فيتوجّب على الطيّار في ال 24 ساعة التي تسبق قيامه برحلة أن يحصل على 8 ساعات من النوم المتواصل بدون مقاطعة.
6.المدراء
على المدير (مهما كان موقعه) أن يتابع ويشرف دوماً على فريق عمله مما قد يسبّب له توتُّراً، كما يتطلّب منه الأمر غالباً أن يعمل لساعاتٍ طويلة. حيث بيّنت الدراسات أنَه كلّ ما زاد عدد ساعات عمل الشخص تقلّ فترة نومه.
7.التمريض
حيث أنّ الكثير من المشافي تعتمد على نظام مناوبات وورديات عمل من 12 ساعة. وتقول الدراسات بأنّ الساعات الأربعة الأخيرة من هذه الوردية يكون فيها الممرّض أقل نشاطاً وتنبّهاً مما قد يؤثّر على عمله.
8.مراسلي القنوات الإخباريّة
في الحقيقة فإنّ القنوات الإخباريّة التي تعمل ل 24 ساعة قد خلقت مجالاً جديداً كاملاً من الأعمال التي تتطلّب مناوبات من المراسلين والمصوّرين وكذلك المخرجين.وهؤلاء كثيراً ما يقومون بأعمالهم بأوقاتٍ غير منتظمة مما يؤرق نومهم.
9.سائق الشاحنة
غالباً ما يضطر سائقوا الشاحنات إلى القيادة ليلاً ولساعات طويلة إمّا لتفادي ازدحام السير صباحاً أو لاضطرارهم للقيام بجدول أعمال مزدحم. إلّا أنّ هذه المهنة هي واحدة من الأعمال والتي عواقب قلّة النوم فيها واضحة جداً. حوادث السير هي السبب الأول للوفيات المرتبطة بالعمل في الولايات المتّحدة وكثيراً ما تكون القيادة مع النعس سبباً للحوادث.
10.عمّال المصانع
إنّ العديد من أنظمة المصانع يعمل على طريقة المناوبات ليتجنّب نقص فعّالية العاملين ولإبقاء الإنتاجيّة مرتفعة. لكن لهذه الطريقة عواقبها فالعمّال المناوبون يحصلون غالباً على أقل من 6 ساعات من النوم في أيام مناوبتهم، وهذا يزيد من نسبة حصول الإصابات أثناء العمل.
وأخيراً..عندما يتعارض جدول أعمالك مع نظام حياتك اليومي، فإنّك قد تضطر إلى النوم عندما تكون صاحياً وإلى العمل عندما تكون شاعراً بالنعاس، وهذا سوف يعرّضك إلى اضراب النوم المرتبط بالعمل حيث تتجلّى الأعراض بالأرق والتعب والهيجان وضعف النشاط ومشاكل في التركيز. وكذلك تزداد نسبة اضطرابات المعدة والقلب عند العاملين في ورديات.
والحل لهذه المشاكل يكون دوماً بالالتزام بنفس النظام وبنفس جدول الأعمال ومواعيد النوم حتى في العطلات. أمّا إن لم يكن هذا ممكناً فهناك بعض التقنيات التي سوف تساعدك لتبقى نشيطاً أثناء عملك، فحاول أن تعمل مع الآخرين وتجنّب الوحدة وكذلك تناول مشروباً يحتوي على الكافيين في بداية مناوبتك. وعند استراحتك قم بالمشي والحركة، وإن كانت القيلولة ممكنة فستفيدك.
متى يحب عليك أن تطلب المساعدة؟
في حال كنت تعاني من مشاكل في النوم، واستمرت هذه المعاناة لأكثر من شهر وأثّرت على عملك أو على حياتك الشخصيّة أو العائليّة، عندها من الممكن أن تذهب لاستشارة الطبيب حيث من الممكن أن يكشف عن أسباب مَرَضيّة أو نفسية أو إدمانية أو دوائية أو حتى عادات نوم غير صحيّة. ومن الممكن أيضاً أن يصف دواءاً منوّماً في بعض الحالات.
إنّ اضطرابات النوم مشكلة حقيقية لا يجوز بتاتاً إهمالها. وفي النهاية لا يوجد عمل لا يسبب التعب والإرهاق لصاحبه وكلّ ما علينا فعله هو الالتزام بنظام مواعيد ثابتة و عادات نوم صحيّة تقينا من هذه الاضطرابات.