تسود حالة من عدم الاتزان الفكري فيما يتعلق بالعلاقة بين الذكر والأنثى ، فمن الواضح أن السينما العربية التي ما هي إلا انعكاس لأفكار المجتمع وأقلام الصحف كذلك تحصر الخيانة بالمفهوم الجسدي فقط ...وهذا للأسف إشارة سيئة إلى أننا نفهم أن هذه العلاقة مجرد علاقة جسد بجسد فإن خان الجسد هذه الخيانة الحقيقية ، وإلا فإنه ليس هناك خيانة.
لكن العقل يخبرنا بأن العلاقة بين الذكر والأنثى هي علاقة سكون جسد إلى جسد نعم ، لكن هذا جزء لكنه ليس بالكل والعلاقة الأسمى هي تلك التي تبدأ بسكون العقول إلى بعضها البعض ومن ثم سكون الأرواح والأفكار والقناعات ...هذه هي العلاقة الحقيقية بين الذكر والأنثى ومن ثم كان علينا تغيير مفهوم الخيانة من هنا.
لذلك علينا أن نفهم ونؤمن من الآن فصاعداً أن وجود رجل يلتقي بروحه وعواطفه وأفكاره مع امرأة أخرى وإن لم يقل لها أنه يحبها فإن هذه خيانة بل أشد من خيانة الجسد ، لأن خيانة الجسد متعة لحظية قد تزول لكن خيانة الروحانيات في العلاقة دائمة وخالدة ما خلد الانسان.
أستذكر هنا بعضاً من القصص التي واجهتها في حياتي ، فكم من امرأة متزوجة تعرفت على شاب كعلاقة على الهاتف لأنها تجد نقصاً في النواحي الأخرى وهذه خيانة قاسية لكنها بنفس الوقت تؤكد وجود تشوه بالعلاقة مع الزوج الأصلي.
الأمر يتكرر...فهناك أزواج يخونون دون أن يمسون بل دون أن يرون النساء الأخريات...هذه الخيانة الحقيقية الدائمة وليس خيانة الجسد فقط!.