يحكى عن حاكم قوي حكيم معروف بين شعبه بالعدل وحسن التخطيط، أحس
بقرب موته فبدأ يفكر بولاية العهد خصوصا أن له ثلاث أبناء
لا يعلم من الأحق بينهم بالملك ، وبعد التفكير ومشاورة وزراءه
وصل إلى مسابقة لاختيار ولي العهد ، أحضر أبناءه الثلاثة
إلى حديقة القصر وأعطى كل واحد منهم سهما و قوسا
ووضع هدفا بعيدا ، ثم قال :
" بعد سنة من اليوم سأقيم لكم مسابقة في رمي السهم
من يفز بها يفز بولاية العهد ".
بدأ الابن الأكبر بالتدرب يوميا لست ساعات متواصلة
على رمي السهم ، أما الابن الأوسط فقد كان يتدرب يوميا لمدة ساعة
بعد الانتهاء من عمله ، أما الصغير فلم يتدرب يوما لأنه
كان يحب ركوب الخيل و يكره الرماية.
جاء اليوم الموعود فدعا الأب أبناءه للمسابقة، أخد الابن الأكبر القوس
و توجه لمكان الرمي و هو يستعد لرمي السهم وقف أبوه خلفه و سأله: ماذا ترى؟
فقال : " أرى السماء الزرقاء و الشجرة الخضراء و الهدف البراق "
فقال له ارم فرمى ولم يصب الهدف، ثم جاء الابن الأوسط
وهو يستعد للرمي اقترب منه الأب و سأله نفس السؤال ماذا ترى؟
فقال له : " أرى الشجرة و خلفها الهدف " فقال له ارم فرمى
ولم يصب الهدف، ثم جاء دور الابن الصغير فتوجه للقوس و هو يستعد
أعاد عليه الأب نفس السؤال ماذا ترى ؟
فقال : " أرى الهدف بوضوح "
فقال له ارم ؛ فلما رمى أصاب الهدف وحقق الغاية.
همسة:
ارسم هدفك بعناية، ارسمه بالألوان في مخيلتك ثم اكتبه في ورقة
لتخطط له فتقسمه إلى أهداف قصيرة المدى و إلى
مهمات يومية وأسبوعية، اخط كل يوم خطوة نحو هدفك
و تذكر أن السعادة ليست في تحقيق الهدف بل السعادة الأكبر
في السعي إليه، وليكن هدفك محددا بدقة و له وقت لتنفيذه
وقابل للتحقيق ويمكن تقييمه، ثم ادرس خطة لتحقيقه
وضع في اعتبارك الصعوبات الممكنة و الحلول المناسبة
و اعتمد على الله أولا واتخذ كل الأسباب الممكنة.
إن هذه القصة على بساطتها تظهر أن الهدف الواضح
هو سبيل النجاح و طريق الفلاح.